من عجلون

انطلق المعمدانيون في خدمتهم من عجلون في العام 1951، كان ذلك عندما قاموا بتولي مسؤولية مستشفى ومدرسة كان يشرف عليها الدكتور تشارلز ماكلين Charles Mclean. وقد كان السيد ميريل كالوي Merrell Callaway أول مرسل معمداني لعجلون وهو من قام بالتنسيق مع خدمة إرسالية جلعاد راعية الخدمة في المستشفى والمدرسة آنذاك ليتسلّم المعمدانيون العمل الطبي والتعليمي والروحي خلفاً لهم.

بدأ المعمدانيون خدمتهم في الأردن في العام 1951 عندما اتفقوا مع إرسالية CMS - Christian Missionary Society على أن يتولى المعمدانيون مسؤولية مستشفى في عجلون والذي كان يقوم عليه ويديره طبيب إنجليزي ويدعى تشارلز ماكلين Charles Mclean.





بداية العمل الإنجيلي

في نهاية العشرينات من القرن العشرين، حضر لعجلون من القدس القس إسبر ضومط، وهو قس لوثري تم انتدابه بعد أن وضع الله على قلبه البدء بخدمة إنجيلية في شمال الأردن، فكانت عجلون هي اختياره.

حضر وفي قلبه إنشاء دار أيتام ومدرسة، وبالفعل قام باستئجار منزل في عجلون، في النهار يكون مدرسة وفي الليل منام للأولاد ويوم الأحد كنيسة.

من هناك انطلق للقرى والمناطق المحيطة فكان بركةً للكثيرين. وقد وصل حتى دبين التي فيها أسس مدرسة كذلك. بقي الحال كذلك حتى وصل الدكتور شارلز مكلين، وبسبب كبر سن القس اسبر ضومط تم تسليم الكنيسة والمدرسة في عجلون ودبين ليتولى الدكتور ماكلين من الكنيسة الأسقفية المسؤولية فيها.وعندما تولى المعمدانيون المستشفى من الإرسالية الأسقفية، تولوا كذلك مدرسة عجلون ومدرسة دبين وكنيسة عجلون. ومن تلك الكنيسة ابتدأ العمل الإنجيلي بشكل رسمي.

الدكتور تشارلز ماكلين

حضر الدكتور تشارلز ماكلين للأردن في بداية الثلاثينيات مع زوجته، وطبيبة إنجليزية أخرى تدعى الدكتورة دوري Dr.Dorey، وجميعهم كانوا مرسلين للعمل الطبي في مستشفى في السلط تابع لإرسالية إنجليزية.

في 3 كانون أول 1938، قام الدكتور ماكلين بافتتاح أول عيادة طبية رسميّة في عجلون وباشر مع إرساليته في بناء مستشفى هناك. تمّ البناء وافتُتح المستشفى في سنة 1940 وسمّي "مستشفى إرسالية جلعاد". كان المستشفى بجناحين وَسِعَة 27 سريراً، وعدد العاملين فيه ستة عشر شخصًا.

استمرت الخدمة في مستشفى إرسالية جلعاد لمدة إثني عشر سنة. وحيث أنه لم يكن لدى أغلب المرضى المنتفعين من خدمات المستشفى الطبية القُدرة على دفع ما يكفي لسد تكلفة هذه الخدمات، فقد أصبح العبء المالي كبيراً وصار يعيق استمرار العمل بالمستشفى ويُهَدِّد بإغلاقة. كانت زوجة الدكتور ماكلين من عائلة لورد بريطاني، وكانت مقتدرة مالياً، فقامت بتمويل المستشفى لسنين عديدة من مالها الخاص؛ وقد استمرت بذلك لفترة لا بأس بها إلاّ أن العبء كان كبيراً جداً حتى أنهم وصلوا لمرحلة لم تمكّنهم من الإستمرار.

اجتمع الدكتور ماكلين مع الإرسالية التي قَدِمَ منها في لندن، حيث اتخذ مجلس الإرسالية في ذلك الاجتماع قراراً بتسليم المستشفى لهيئة أخرى تكون قادرة على إدارة المستشفى وتطويره لما فيه خير المراجعين والمرضى.

الجمعية المعمدانية

أثناء بحث الدكتور ماكلين عن جهة تتولى إدارة المستشفى، اتصل رئيس مجلس الإرساليات الخارجية التابع للمعمدانيين الجنوبيين في الولايات المتحدة بالدكتور تشارلز ماكلين وأبدى رغبة المعمدانيين بالاستمرار في خدمة المستشفى، حيث كانوا يتطلعون إلى بداية خدمات في شمال الأردن. وتم الاتفاق على تسليم المستشفى للإرسالية المعمدانية.

في أوائل الخمسينيات، تقدمّت الإرسالية المعمدانية بطلب من الحكومة الأردنية ليتم تسجيلها كهيئة خيريّة تقوم بأعمال طبية وتعليمية في الأردن، وتم ذلك رسمياً من قبل الحكومة في 20 حزيران 1951، وسُجلت كجمعية خيرية أجنبية مسموح لها اقتناء أراضي وممتلكات والقيام بأعمال خيرية في الأردن.

في العام 1951، حضر أول طبيب معمداني من أمريكا ويدعى تي جي مكري للعمل في المستشفى، كما تولت زوجته في وقت لاحق إدارة المدرسة المعمدانية التي كانت للفتيات فقط. هذه المدرسة أيضاً استلمتها الإرسالية المعمدانية من الدكتور ماكلين. كما حضر في نفس العام أيضاً الدكتور لورن براون Lorne Brown، الذي قام لاحقاً باستلام المستشفى من الدكتور شارلز ماكلين.